كتاب (تحرّر العقل والجسد؛ اليوغا أسلوب حياة وعلاج)
يسرّني أن أضع بين يدي القراء والقارئات العرب أول مرجع عربي حول العلاج باليوغا. “تحرر العقل والجسد؛ اليوغا أسلوب حياة وعلاج”، عمل استند إلى ممارستي لليوغا التي تقارب العشرين عاماً ، وفي خبرتي العملية في البحث والتدريس والعلاج بها، وكذلك على آخر الأبحاث العلمية المتوافرة اليوم في مجال العلاج بها. وقد حرصتُ أن أُقدّمهُ بأسلوب سلس وممتع، وأن يكون محتواه في متناول الجميع.
يقع الكتاب في 343 صفحة تتناول في القسم الأول نقاط أساسية وجوهرية من فلسفة وعلم نفس اليوغا، محاولة مني للتعريف بعمق هذه الفلسفة، وتأثيرها في الفلسفات الحديثة وعلم النفس الحديث. فيما يغطي القسم الثاني بإسهاب العلاج باليوغا وتطبيقاته العملية في الاضطرابات العقلية والجسدية المزمنة الأكثر انتشاراً، كعلاج اضطرابات مابعد الصدمة والآلام المزمنة وأمراض الجهاز التنفسي.
أما القسم الثالث فقد كرسته للمرأة ، تكريما للنساء اللواتي تركن أثرا كبيرا في تاريخ اليوغا، ولكل امرأة في كل مرحلة من مراحل حياتها ، ايماناً مني بدور اليوغا المهم جدا في مرافقتها كممارسة وقائية أولا ، وكعلاج تكميلي لاضطرابات جسدها المتبدل عبر السنين ثانياً.
ليس المقصود من هذا الكتاب تعليم اليوغا، ولا تقديم خطة علاجية لأي اضطراب أو مرض جسدي أو نفسيّ، لأن تعلّم اليوغا و/ أو العلاج بها يتطلب إشرافاً مباشراً لخبير/ ة باليوغا. إن هدفه هو تقديمها بشمول بتفصيل، وشرح محتوى فكرها، وفلسفتها، بما يفسّر تأثيرها الإيجابي على الصحة العقلية والجسدية، والفائدة من اعتمادها كأسلوب حياة وقائي، وباعتبارها أحد العلاجات التكميلية الفعّالة المعتمدة اليوم في العديد من المجالات الطبية.
“تحرر العقل والجسد؛ اليوغا أسلوب حياة وعلاج” ليس كتاباً مترجماً عن مراجع أجنبية حول اليوغا، وإنما خلاصة مزيج من البحث العلمي والممارسة العملية والشهادات المعتمدة من مراكز دولية، وتجربتي الشخصية في إدخال العلاج باليوغا كعلاج تكميلي إلى المشافي الفرنسية. فقد كان لابد لي من توثيق خبرتي العملية في ممارسة اليوغا والعلاج بها لمدة تقارب الـ 20 عاماً والتلمّس الفعلي لفوائدها على الصحة الجسدية والعقلية لمئات الحالات خلال أكثر من 1000 ساعة عمل معهم، مدعومة بشهادة تدريس اليوغا من معهد سيدهي يوغا في الهند، وشهادة علاج باليوغا من معهد العلاج باليوغا في باريس، وعضويتي في فريق الأبحاث عن اليوغا في الجمعية الفرنسية للعلاجات غير الدوائية، وفي الجمعية العالمية للمعالجين/ ات باليوغا.
لا يتوجه هذا الكتاب إلى العاملين والعاملات في المجال الصحي أو في عالم اليوغا فقط، بل يتوجه إلى الشريحة الأكبر من المجتمعات العربية التي تعاني من ضغوطات الحياة العصرية، ليقدم لها عبر فصوله وسائل وتقنيات فعالة للتعايش معها والتغلب عليها.
ماكان لهذا العمل أن يرى النور لولا إيمان الدار العربية للعلوم ناشرون بهذه التجربة، وعملهم الدؤوب في نشره وتوزيعه ليصل القارئ العربي بأفضل صيغة وشكل.
أتمنى من خلال هذا الكتاب أن أضيف بعض العافية لعقولكم وحياتكم.
د. مُنية معلّا